كيف تطبخ فكرة المحتوى؟


عملية إنتاج المحتوى مليئة بالقواعد، وأنا أحب تعلّم القواعد ثم تكسيرها. إذا لم تكسر القواعد في إنتاج المحتوى فأنت لست مبدع. أنت ممارس أو هاوي أو أيّ شيء آخر.
هيا بنا نكسر القواعد.
ليس هناك قواعد محددة لطبخ فكرة المحتوى، الأمر يعود إلى فضولك الشخصي، وكمية المحتوى الذي استهلكته من قبل، وقوتك في البحث، وقدرتك على تقديم الفكرة من زاوية لم تطرح من قبل، والتجارب والأخطاء التي وقعت فيها من قبل.
لنترك التكسير حاليًا ونتكلم عن تحديات العمل الإبداعي، اليوم سأتحدث عن نقطة مهمة، تُسبب «تأخير وربما تعليق المشاريع الإبداعية». اسميها أنا تحدي «التفرعات المعرفية للفكرة الأساسية» وأعني هنا إذا كنت تُنتج محتوى معين، أثناء مرحلة العصف الذهني ستواجهك هذه التفرعات بشكل هائل، وهي مفيدة جدًا لأنك في هذه المرحلة تبحث عن «الكم وليس الكيف»، بمعنى أكبر قدر من الأفكار الشاطحة جدًا. وبعد أن تجد فكرتك العظيمة وتبدأ في إنتاجها. سوف تواجهك «التفرعات المعرفية» بشكل قد يُشتتك أو يحد من حماستك، وربما ساهم في إيقافك بشكل كامل عن الكتابة.
ماذا تعني «بالتفرعات المعرفية»؟
سأعطي مثال: لنفترض أنك ستقوم بإنتاج فيلم وثائقي قصير عن تلوث مياه البحر في السعودية، وفي البداية خطرت لك فكرة «تلوث مياه البحر الأحمر في جدة» بسبب العادات السيئة لزوار كورنيش البحر الأحمر مثل «رمي المخلفات في البحر»، لأنها قضية تعرفها. أو لأنها طُلبت منك بشكل محدد هذه هي «رغبة من العميل».
أنت لديك الآن العناصر الرئيسية للفيلم
الفكرة: فيلم وثائقي قصير.
قضية الفيلم «المشكلة»: تلوث مياه البحر الأحمر.
سبب المشكلة: رمي المخلفات في البحر من قِبل الزوار.
نطاق المشكلة: كورنيش البحر الأحمر في مدينة جدة.
أسلوب معالجة القضية: فيلم توعوي يوضح أن رمي المخلفات يضر بالكائنات البحرية، وينتقل الضرر للإنسان أيضا.
أنت الآن لديك كل الأدوات حول الفيلم، وستبدأ في كتابة قصتك وهي مرحلة تشمل كتابة «الفكرة بشكل كامل، والتطوير الذي سيحدث من خلال السرد القصصي، ثم معالجتك للقضية و نقطة التنوير التي سوف تُضيفها للمشاهد حتى يدرك حجم الكارثة. ودعم فكرتك بالأبحاث والدراسات ورأي الخبراء الذي «يدعم أو يدحض» فكرتك. حتى تقدمها بشكل محايد.
بعد ذلك كله بدأت بكل حماسة و وضعت «مواعيد التسليم النهائية» للفيلم، بدايةً من مرحلة كتابة الفكرة الأساسية، والسيناريو، والتصوير، والمونتاج وبقية المراحل. وكنت متأكد أن أهم مرحلة وهي «الفكرة الأساسية للفيلم» قد انتهت. وتقول في قرارة نفسك «وجدتها!!!». لكن يؤسفني أن أقول لك بأنك واهم، وسوف تُعيد كل ما كتبته وتبدأ من نقطة الصفر. وسأخبرك لماذا.
التوسع في البحث يعني ظهور تفرعات جديدة للقصة!
على أغلب الظن استغرقت منك المراحل السابقة «العصف الذهني للفكرة، ثم كتابة الفكرة الأساسية، ثم كتابة المواعيد النهائية»، ثلاثة أيام عمل إذا كنت منضبط في المهام، وليس هناك ما يشغلك من مهام جانبية. الآن تفتح مستند الفكرة بكل حماسة وتبدأ في كتابة مرحلة التطوير والتي تشتمل على كتابة كل ما يتعلق بالفكرة الأساسية من معلومات تخدم قصتك، وتتخيّل شكل السيناريو، وتبدأ في اختيار الشخصيات الرئيسية للفيلم، ومدة ظهور كل شخصية وغيرها من المراحل.
وعند البحث سوف تكتشف معلومات جديدة أو «التفرعات المعرفية للفكرة الأساسية»، ومعها ستبدأ الحيرة.
كيف سيحدث ذلك؟ عندما تبحث عن قضية «تلوث مياه كورنيش البحر الأحمر» ستجد هذه القصص المهمة:
تعتبر مياه الصرف الصحي، ملوث رئيسي مهم جدًا. «هل سوف تتجاهله وتركز على رمي المخلفات من الناس، وهي قضية ثانوية وتكاد تختفي بسبب الوعي من الناس و العقوبات والأنظمة»
ثم هناك عمليات الردم والهدم القائمة للمشاريع، «كيف تسبب التلوث؟، لابد أن تشرحها بأسلوب مبسط لأنها قضية معقدة، ثم هل ستكون في أمان من الشركات لو نشرت عنها؟»
مخلفات المصانع تعتبر سبب مهم، «ما حجم تأثيرها على صحة الإنسان، سيقول عنك المشاهدين ولماذا تركز على مخلفات الزوار ولا تعطي أهمية أكبر للمصانع. يبدو فيلمك الوثائقي منحاز للمصانع وتم تمويلك من قِبل المصانع حتى تقول أن السبب الرئيسي هم الناس». المشاهدين سوف يكون لديهم نظرة مختلفة!!
جزء من الأسماك التي تُباع في سوق السمك، هي «أسماك ملوثة» بسبب تلوث مياه البحر. لماذا لا تكون نقطتك الأساسية هي «الأسماك الملوثة تهدد صحتنا» ثم يكون تركيز فيلمك بشكل كامل عن الأسماك. «أنت تائه جدًا وسوف تنتج فيلم كئيب عن تلوث المياه بسبب رمي المخلفات» حاول أن يكون فيلمك مغري أكثر وتحدث عن «ماذا يأكل الناس» سوف يهتمون أكثر.
لو بحثت أكثر وقارنت المدن الساحلية في العالم ستجد أن «قضية تلوث مياه الشواطئ في المدن» هي قضية عالمية ومعروفة. وهناك أفلام وثائقية كثيرة ومقالات ودراسات. ليس هناك شيء جديد تقدمه إلا زاوية ضيقة جدًا هي «الرؤية المحلية للقضية»، رؤيتك المحلية يا صديقي ستحتاج إلى «دراسات وأبحاث» تستشهد بها، وغالبًا لن تجدها. «مبروك وقعت في الفخ».
ياعزيزي تجاهل كل ماسبق؛ هل تعلم أن «التيارات البحرية» تقوم بتنظيف مياه البحر. لماذا تزعجنا بقضية «ليس لها أيّ قيمة». بحثك عن «فرضية هل التيارات البحرية تنظف البحر أم لأ» هي تفرع معرفي سوف يستنزفك كثيرًا.
هناك نوع من الفطر هو «الفطر الأحمر» ينشأ بسبب التلوث. سوف يرهقك ذهنيًا في البحث. لماذا لا يكون هو عنوان الوثائقي. «هل موجود في مياه كورنيش جدة؟» تحتاج للتوسع في البحث. ما هي أضراره؟
هناك فكرة خطيرة للفيلم ماذا عن تتبع قبائل السمك، يقول بعض الخبراء أن السمك في شواطئ جدة هاجر إلى بيئات أنظف «وقررت الأسماك الهجرة إلى بيئات أنظف بإتجاه الشمال مثل ينبع وضبا أو الجنوب إلى الليث وجيزان»، سيكون وثائقي عظيم لو تحققت من صحة هذه المعلومة وتركت فكرتك المملة الغبية «رمي المخلفات».
ياخي هل أنت في كامل عقلك؛ تتجاهل قضية كبرى مثل «غرق السفينة البريطانية روبيمار» في البحر الأحمر وتأثيرها على التنوع البحري. وتصنع فيلم عن قضية صغيرة مثل:«رمي المخلفات، رموك في البحر ان شالله» أصنع محتوى قيّم أو لا تصنع شيء.!
هل تعلم أن الأثر البيئي لتسرب النفط في شواطئ السعودية نتيجة حرب الخليج الثانية عام 1991 لازال قائم حتى اليوم. «هذه فرضية قائمة تحتاج تغطية أكبر، وممكن تهم المنطقة والعالم»، وأنت عالق في فكرة ضيقة جدًا «رمي المخلفات».
عاجل: البارحة سقطت مركبة فضائية على كورنيش جدة أدت إلى خروج بعض الفضائيين من المركبة، وتأثرت مياة البحر بعملية السقوط. «يحدث دائمًا أن تكون هناك أحداث جارية عن قصتك الأساسية تحدث أثناء كتابة القصة، كيف ستتعامل معها، هل تتجاهلها لأنك لست قناة إخبارية أم تغطيها أو تجعلها قصتك الرئيسية»
ياعزيزي كلما توسعت في البحث و وجدت تفرعات معرفية للقصة «كرهت قصتك الأساسية رمي المخلفات» و أجدها قصة غبية جدًا ومكررة ربما لا يتفاعل معها أحد.
كيف تضبط حبكة قصتك: ركز!
هل اكتفيت من «التفرعات المعرفية في قصّتنا» أم تريد أن أحبطك أكثر وأعطيك تفرعات للقصة. هل شعرت بالضياع أو فقدت أهمية قصتك و أعتقدت أنها قصة مملة، وتريد إعادة كتابة الفكرة وبقية المهام؟!
غالبًا سيتضح لك جهلك وقلة معرفتك بالموضوع الأساسي، ويتأكد لك بأنك أخطأت منذ البداية في مرحلة «العصف الذهني»، لكن صدقني هي ليست مسألة «خطأ في العصف الذهني وخلق الفكرة»، لأنه حتى لو أرسلت الفكرة لمجموعة بحثية سيخرجون لك بفكرة مقاربة لفكرتك. ثم ستظهر لك مشكلة «التفرعات اللذيذة للقصة» وهي نتاج طبيعي لأيّ مرحلة بحث بعد تحديد الفكرة. بمعنى «هي آتيه آتيه لا محالة» لكن عليك أن تخلق قواعد للتعامل معها. قواعد إبداعية تحفظ لك فكرتك الأساسية أو تطوّر عليها.
سواءً كنت تعمل لحسابك الخاص أو مع وكالة تسويق، سيبدأ العميل في السؤال «هاه ماذا تم على فكرة الفيلم، متى نبدأ التصوير»، وأنت حائر ولا تعلم ماذا تريد أن تفعل. هل تخبره بأن فكرته غبية و وجدت أفكار أفضل «ما مدى تقبله للنقاش هنا؟»، أم تمضي في فكرته وتتجاهل كل القصص الجانبية اللذيذة التي ظهرت لك في مرحلة البحث الأولي!
صدقني أنا أشعر بك تمامًا، لذلك دعني أوضح لك كيف تتصرف في هذه المرحلة «لا تنتحر، أترك عنك دوافع الانتحار» أيضا لا ترمي نفسك من الشبّاك. لكن فكر بطريقة تساعدك على «تجميع التفرعات وضربها في الخلاط»، أيوه بالضبط كما تقوم بعصر عدة فواكه وإنتاج «عصير كوكتيل». عصيرنا هنا هو «عصير أفكار» يستدعي العمل بثلاث قواعد أساسية هي كالتالي:
الحذف: أحذف فكرتك الأساسية وأبدأ من جديد إذا وجدت أنها فكرة عديمة الجدوى. «التشبث بفكرة غبية فقط لأنها فكرة العميل أو لأنك أخبرت الجميع في رسالة إيميل بأنها الفكرة الأساسية» هذا تصرف يخلق عنك انطباع أنك «غير مرن، وتتمسك بأفكار غبية». يا صديقي قوقل لديها مقبرة للمنتجات التي اثبتت فشلها وأنت لا تريد التخلي عن فكرة!
الدمج: استمر في كتابة قصتك الأساسية، لكن استخدم القصص الجانبية التي ظهرت لك في البحث كمحاور جانبية بداخل قصتك. أجعلها قضايا جانبية مهمة، لا تأخذ التركيز كله لكن رؤيتك الفنية تؤكد على أن ذكرها مهم و مكمل لقصتك.
الإلغاء: قم بإلغاء المشروع بالكامل أو تأجيله لفترة أطول، إذا اعتقدت أن الفكرة يمكن إلغائها لكثرة تشعباتها الغير مفيدة أو لأن الفكرة تحتاج إلى أن «تتخمّر» في رأسك فترة أطول ثم تعود لها. «أدراج المبدعين ممتلئة بمشاريع معلقة، عواااافي يا صاحبي».
مرحلة اتخاذ القرار هي من أصعب المراحل، لكن ستكون سهلة عليك إذا كان القرار فرديًا من قبلك أنت. لأن «الرؤية والتصوّر والفكرة» تشغل ذهنك بالكامل. ولا أحد يستطيع إكمال القصة إلا أنت.
القرار في يد صانع المحتوى فقط!
أنا هنا أعطيك ثلاث قواعد، لكن تركت «القرار لك»، وهذا هو جوهر العمل الإبداعي ليس هناك قاعدة واحدة من الثلاث قواعد صالحة لكل محتوى، لكن هناك قاعدة واحدة من هذه الثلاث قواعد صالحة للمحتوى الذي تعمل عليه. يبقى القرار لك في اختيار القاعدة المناسبة «للمصيبة التي تتعامل معها». القرار هنا متروك إلى «خيالك الإبداعي ويجب أن يكون القرار لك منفردًا لأنك صانع المحتوى»، أنت لا تحتاج إلى تشكيل لجنة للبت في القرار.
وتذكر أن العميل إذا تدخل في هذا القرار سوف يفسد المشروع ويعطله وربما يقتله في المهد. «خذ القرار منفردًا، العميل ليس له الحق في ذلك» الخطأ الشائع في السوق أن العميل يتدخل في «عملية بناء الفكرة، والكتابة، والإنتاج، والتحرير ..إلخ» وهذا خطأ يجب أن ينتهي. لأنه يعطل العملية الإبداعية ويخلق طبخة تكون نتيجتها «كبسة رز محروقة» والطبخة الأصلية كانت «طبق سوشي». لذلك لا تدع أيّ عميل يتدخل في طبختك لأنها ستحترق. وتحرق المطبخ الإبداعي كاملًا.
تذكر أن ليس هناك مشكلة في الأفكار، المشكلة الحقيقية هي كيف نطبق هذه الأفكار، وهنا يجب عليك أن تكسر القواعد الرئيسية في صناعة المحتوى. وتطبق الفكرة التي تعتقد أنها تخدم قصتك. القواعد الرئيسية هنا قد تفرض عليك الاجتماع مع العميل ودراسة الفكرة، أو إعادة الفكرة إلى مرحلة العصف الذهني مرة أخرى أو إحالة الفكرة إلى وكالة تسويق أخرى وغيرها من الحلول العقيمة.
عندما أقول تجاهل آراء الجميع أنا أعني ما أقول لأن المبدع هو من يخلق الشخصيات والروئ والأفكار العظيمة، ويتجاهل السوق تمامًا. بل يصنع هو السوق!
السحر يكمن في بناء الشخصيات
كل المنتجات الإبداعية التي نستمتع بها، مثل الموسيقا والأفلام والمسلسلات والكتب والإعلانات، لدينا رؤية فنية حولها، رؤية أخرى لسير الأحداث وطريقة جديدة لختام القصة، وهذه تنبع من رؤيتنا الخارجية، لكن مؤلف العمل كانت رؤيته أدق منا. وهذه سمه دائمة في العمل الإبداعي، إذا قرأت مراجعات الأفلام والمسلسلات والروايات، ستجد أن المعلقين دومًا يعطون تصورات أخرى وقراءة مختلفة عن الشخصيات ونهاية القصة. لأن لديهم «نظرة إبداعية مختلفة».
إذا كتبت من قبل سيناريو فيلم فستعرف «سحر بناء الشخصيات»، وأعني هنا أن الكاتب يقع في حب شخصيات العمل الذي أنتجه، لأنه هو من قام بخلق هذه الشخصيات -تعبير مجازي- لذلك في كتابة الشخصيات أو «بناء الشخصية الدرامية لأبطال قصتك» أنت تكتب سيرتة الذاتية كاملة. بدايةً من اسمه، تختار له الاسم، والعمر والمؤهل العلمي، والمهنة. وتكتب تحت كل قسم تفصيلًا كاملًا. ثم تكتب عن حالتة الاجتماعية، تشرح وتحلل ملامحة الشخصية، وتشرح شعور البطل حول «شكله وجسمه» هل هو راضي عنهما أم لأ؟، وتكتب حالتة الصحية وتاريخه المرضي كاملًا، بل وتصف منزله و أفضل جزء يحبه في المنزل. ثم تكتب الداوئر الاجتماعية للبطل «الأب والأم الزوجة الأبناء الأصدقاء»، وتكتب وصف دقيق جدًا لعلاقته معهم، وكيف يشعر تجاههم، وكيف يشعرون تجاهه.
ثم تتحول إلى علاقتة العاطفية، وتكتب كل مغامراته وفضائحة المسكوت عنها، ومن يعرف فضائحة من دوائره الاجتماعية. «وهل هذه نقطة ضعف أم قوة له»؟، ثم تنطلق في سرد مستوى ذكائة، الهوايات التي يحبها. وتكتب سردًا كاملًا عن «نقاط ضعفه» ما هي لأنك سوف تستخدمها في سياق الفيلم.
ثم تدخل بشكل عميق في مخه، وتكتب عن معتقداته وفلسفته في الحياة، في الدين والسياسة، ما هي خلفيته السياسية لأيّ أفكار سياسية يميل. وتشرح كل ذلك بتفصيل وإسهاب. ثم تنتقل لمرحلة البناء النفسي والتي تشمل على مراحل مثل:«الصراع الداخلي والصراع الخارجي». وتحلل كل صراع وتأثيره على البطل بناءً على «فلسفته في الحياة ومعتقداته»
وكلما استمريت في الكتابة سوف تصيبك حالة من «الجنون في الشخصية»، أنت خلقت شخصية جديدة، تفكر ولها معتقدات وأهداف وطموح، ولديها نقاط ضعف وقوة. لا أحد يفهم هذه الشخصية أكثر منك. سيكون قتل الشخصية في الرواية أو الفيلم، شيء مخيف جدًا لك، بل ربما تبكي كما حدث مع جي كي رولينغ مؤلفة روايات هاري بوتر، أو جورج آر آر مارتن مؤلف روايات قيم أوف ثرون. لذلك الكتابة أعقد و أعمق وأصعب وأمتع مما تتصوّر، لا تدع الأغبياء يحشرون أنفهم في عملك.
التجربة والخطأ معلم رائع
ختامًا نصيحتي لك؛ خذ نصائح العمل من أصحاب التجارب، استمر في التجربة والخطأ وتعلّم من أخطائك، وأكتب وأعد الكتابة باستمرار. لأن صناعة المحتوى الإبداعي هي صناعة قائمة على خلق صور إبداعية جديدة، وهذه الصوّر تتشكل من خلال رؤيتك الفنية، و رؤيتك الفنية يجب أن تتغذى على استهلاك كم هائل من المحتوى لا يهم كان هذا المحتوى بجودة عالية أم محتوى تافه، يجب أن تستهلك كل أشكال المحتوى، حتى تدرب نظرتك، وتعرف الجيّد من الردي، وتعرف لماذا هناك منتجات إبداعية ناجحة جدًا، ولماذا هناك منتجات تافهه ومع ذلك ناجحة جدًا. «من قال لك أن المحتوى التافه غير ناجح» خذ مشاهدات بعض المشاهير كمقياس على نجاح المحتوى التافه. لماذا نجحوا؟ أو خذ شركة بزفيد «سيدة المحتوى التافه» مدرجة في البورصة، الأسباب كثيرة جدًا لنجاحهم.
هذه الصنعة تستلزم منك أن تكون واعيًا لكل أشكال المحتوى. تراقب كل السوق وتتعلّم.
إذا واجهت أيّ تحديات مماثلة في عملك، كرمًا أكتب في التعليقات قصص مشابهة حدثت لك وسأكون سعيدًا بالرد عليها.

مدونة شخصية و نشرة بريدية ، تدور حول «التقنية، الاقتصاد الرقمي، والمحتوى»