لماذا تعاني الشركات الناشئة من نقص المواهب؟

9 يوليو 2020
أن أحد أهم المشاكل التي تواجه الشركات حاليًا، هي (ندرة المواهب)، إذا تحدثت مع أي ريادي أعمال في المنطقة يملك شركة ناشئة سوف يتحدث معك على أمرين لا ثالث لهم، نقص التمويل وانعدام المواهب في مجالات البرمجة وتطوير الأعمال.
هل فعلًا لدينا مشاكل في المواهب أم المواهب كثيرة لكنها تختار أماكن بعيدًا عن الشركات الناشئة؟!
ليس خفيًا عليكم أن الشركات الناشئة في بدايتها لن تدفع أموال جيّدة للمطورين بحكم ميزانيتها القليلة. لذا تتجه أفضل المواهب للشركات الكبرى لأنها تدفع بشكل جيّد، علينا أن لا نغفل الضغوطات التي تمارسها العوائل على أبنائهم حتى في مجال اختيار أماكن العمل، غالبًا يواجه المطورين ممانعة من عوائلهم التي ترغب في أن تراهم يعملون ضمن شركات كبيرة.
وربما هذه العوائل لا تدرك ولا تعي أن هذه الشركات مكان رائع لتطوير المهارات والقدرات. وربما فرصة لكسب المزيد من المال في حال حققت نمو كبير. وهي دائمًا تحقق!
يقول المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لتطبيق كريم Careem، مدثر شيخة في كتاب Startup Arabia خلال الأيام الأولى لإطلاق شركة كريم كانت الشركة في حاجة ماسة إلى اجتذاب المواهب:"شعرنا أننا سنكون قادرين مع ما نملكه من مؤهلات على جذب أفضل المواهب. ولكن لم يكن الأمر سهًلا". أدرك المؤسسون لكريم أنهم لن يستطيعون تعيين موظفين موهوبين ضمن المستوى الذي كانوا يبحثون عنه"لذا توقفنا عن التطلع إلى تعيين موظفين، وبدأنا البحث عن شركاء في العمل"
وكما هو معمول به في السيليكون فالي تبقى خيارات الأسهم وتملك حصة في الشركة هي من ضمن الحوافز التي تقدم للموظفين، انتهج الفريق هذا الأسلوب. "كنا نقول للمرشح، نحن لا نريدك أن تأتي وتعمل لدينا، نريدك أن تدخل معنا وتصبح شريًكا في هذا العمل. سنقدم لك خيارات أسهم، فهذه شركتك أنت أيًضا، فانضم لنا ودعنا نبن هذه الشركة معا". ويضيف شيخة"عندما تجد شخص تعتقد أنه سيحدث فارقًا كبيرًا في مسار مشروعك الناشئ، لا تتخلى عنه."
تساعد منصات العمل مثل مستقل و خمسات على توفير أفضل المواهب العربية في مجالات البرمجة والتصميم والتسويق والكتابة وكل ما يتعلق بتعزيز نشاطك التجاري، ولطالما كانت أحد الحلول التي يلجأ إليها أصحاب الأعمال والشركات الناشئة في منطقتنا.
وساعدت هذه المواقع على دعم نمو الشركات الناشئة في منطقتنا. حيث وفرت لهم المواهب التي يحتاجونها ضمن فريق العمل. وضمنت لهم توظيف أفضل المواهب "عن بعد" من كل مكان دون اشتراط تواجدهم في نفس الدولة.
تبقى خيارات منح الأسهم من أفضل السبل لجذب المواهب التي لا تستطيع الدفع لها بحسب أسعار السوق، لكن ماذا عن مُخرجات الجامعات من هذه المواهب؟
لنعترف بأنه ليس لدينا لحد الآن العدد الكافي من الجامعات والكليات التي تقوم بتخريج في مجالات الهندسة وعلوم الحاسب بشكل بارع جدًا، وحتى إن وجدت ذلك فهم يقضون فترة قليلة في منطقتنا بعد ذلك تأتيهم عروض للعمل في مايكروسوفت أو قوقل أو فيسبوك ثم يغادرون منطقتنا. وقد لا يعودون للأبد.
صحيح أننا شهدنا بعض من (الهجرة العكسية) حيث يعود بعض الموهوبين العرب من السيليكون فالي إلى المنطقة العربية ربما إدراكهم أن المنطقة تنمو. وهناك المزيد من الفرص والأفكار التي يمكن تطبيقها هنا. لكنها ليست هجرة شائعة لحد الآن.
هناك من الشركات من يلجأ إلى برامج حكومية تحفيزية مثل برامج تدريب الخريجين الجدد التي يتم تصميمها لتلبية احتياجات سوق العمل و تقليص الفجوة ما بين هذه الاحتياجات وكفاءات الخريجين. وأثبتت نجاحها غالبًا.
كل شركة ناشئة و كل تاجر تجزئة يريد الإنتقال إلى البيع على الإنترنت يبحث عن عن أفضل المواهب التقنية في هذا المجال. أي مساهمة في سد هذا العجز في الطلب ستكون حل عظيم ورائع وداعم كبير للاقتصاد.
لكن هناك ثمة نقطة قد لا يفكر فيها أحد بشكل جديّ، هي أن أصحاب المواهب القوية يريدون العمل مع موظفين مهرة. لا أحد منهم يريد العمل في بيئة عمل مليئة بالموظفين العاديين.!
سألت سيف الحارثي وهو مهندس برمجيات عمل في المنطقة العربية ثم اتجه إلى السيليكون فالي وعمل مع شركات Planetscale و ESRI. يؤمن الحارثي بأن المشكلة متعددة الجوانب لكن أهم فكرة خاطئة يتم ترديدها في منطقتنا العربية هي "نحن في الجامعة نقوم بتجهيزك لسوق العمل، لنتوقف فورًا عن تريد ذلك".
ولفت الحارثي إلى نقطة مهمة في طريقة التعليم:" أسلوبنا في التعليم لا يقوم بتعليمنا طريقة حل المشاكل، وهذا هو جوهر لغات البرمجة، وهذا هو المطلوب من المبرمج. ويضيف:"من الأخطاء التي كانت تُمارس في الجامعات لدينا هي أن الشركات تفرض علينا شهاداتها، نحن هنا نقوم بتعليم الطلاب مُنتج ولا نقوم بتعليمهم منهج أو طريقة تفكير".
لذلك لا تتوقع أن تكون لدينا مُخرجات مبهره "ستكون لديك مُخرجات محدودة الفهم في هذا المُنتج فقط".
ويشرح الحارثي مشكلة صناعة بيئات ريادة الأعمال في الجامعات السعودية"لم تحصل الشركات الناشئة على أي مستثمرين حقيقيين من هذه المُسرعات، لكن كل ما في الأمر مجرد تسريع للأعمال". السوق الآن تحسن قليلًا.
مِن ثَمَ يتضح أننا لا زلنا في مرحلة البناء:"لازلنا نتعلم سوقنا المحلي مازال في بدايتة وتجربتنا لم تنضج بعد، ونحتاج للمزيد من الخبرات العربية التي خاضت تجارب في السيليكون فالي لتطعيم سوقنا وإصلاح ما يمكن إصلاحه"
ماذا عن المواهب؟ "لابد أن يكون لدى كل طالب في قسم علوم الحاسب توقعه الخاص عن نفسه، ماذا يريد أن يصبح مبرمج أم مستثمر، وعليه أن يتعلّم". "أنت مسؤول على تحسين نفسك لا تلقي باللوم على أستاذ المادة أوالمناهج"وعن خيارات التعلّم المتاحة يضيف الحارثي: "لديك محتوى هائل من مواقع تعليم البرمجة أونلاين، لم تكن متوفرة للجيل الذي كنت فيه".
وتوفر أكاديمية حسوب مناهج كاملة لتعلم البرمجة، وأخذت على عاتقها تنمية مهارات الشباب العربي. وأطلقت أكثر من دورة لتعلم البرمجة باللغة العربية مستهدفة الأشخاص ممن ليس لديهم أي خبرات مسبقة مع البرمجة، لتبدأ معهم من الصفر وحتى الإحتراف، مثل دورة علوم الحاسوب، ودورة تطوير واجهات المستخدم والتي تؤهلك لتكون مطور ويب محترف.
"على الجامعات أن تُخلي مسؤوليتها من تجهيز الطلاب لسوق العمل"، ويشرح الحارثي هذه النقطة بقولة:"لدينا بعض من أساتذة الجامعات لا يعرفون أي شيء عن السوق العمل، لأنهم لم يدخلوه، قضوا حياتهم كلها في المجال الأكاديمي في مرحلة الماجستير ثم التحضير لدرجة الدكتوراة، لم يتعاملون مع أي منتج تجاري في حياتهم"
وتتضح أهمية الحافز الذاتي كما يشير الحارثي:"نتفق على أن الجامعات هدفها تقديم التعليم، وتحسين المخرجات هو هدف شخصي للطالب وهو من يتحمل هذه المسؤولية"
لدينا مثال عالمي يمكننا الاقتداء بتجربة جامعة واترلو University of Waterloo، وتعتبر أفضل جامعة في الهندسة وعلوم الحاسب في كندا. يقول الحارثي عن ريادة هذه الجامعة في علوم الحاسب:"لديها طلبة كل الشركات التقنية الكبرى تبحث عنهم"، ويشرح ذلك:"لديهم برامج مكثفة قبل التخريج مثل البرنامج المهني يخضع فيها الطالب إلى العمل مع شركة خلال أربعة فصول دراسية لمدة عامين كاملين، يكون بعدها خريجًا مع سنتين خبرة".
"على الجامعات أن تضع شروط قبول تمكنها من قبول المميزين فقط"
[caption id="attachment_8929" align="alignnone" width="1000"]
سيف الحارثي الثاني من اليسار في صورة جماعية مع موظفين شركة Planetscale بعد حصولهم على استثمار بقيمة 22 مليون دولار من قبل a16z.[/caption]
في المنطقة العربية ليس لدينا صبر، المستثمرين ليس لديهم صبر على الاستثمارات، المطورين ليس لديهم صبر على المشاريع التي يقومون بتطويرها، لدينا حالة من الجنون في تسريع كل شيء. التسريع مطلوب لكن هناك أمور تحتاج للروّية والصبر حتى تعطي نتائج أفضل.
وعن تجربتة في وادي السيليكون يقول الحارثي:"كان أحد المستثمرين في الشركة التي أعمل بها هو أندريسن هورويتز Andreessen Horowitz، أوa16z وهو أحد أكبر المستثمرين العالميين في هذا المجال. قاموا بمساعدتنا في جلب أفضل الخبرات العالمية"، معللًا ذلك بقولة:"عندما يقومون بدعمنا بالمال ثم بأفضل الموهوبين. تساعدنا هذه المواهب القوية على النمو مما يرفع من قيمة الشركة وقيمة الأموال التي استثمروها معنا"
هذا الشيء لا يحدث في منطقتنا، هنا غالبًا يتعامل معك المستثمر بعد تقديمة للأموال كأنه"يملكك أنت"، بحسب وصف الحارثي.
صناديق الاستثمار في وادي السيليكون لا تقدم الأموال فقط، بل تخلق لك المواهب في شركتك، وتدعمك بالمواهب وتذهب إلى أبعد من ذلك وتتواصل مع الجامعات من أجل البحث عن المواهب. هل الصناديق الاستثمارية في منطقتنا تفعل نفس الشيء:"لا أعلم لكني أشك في ذلك". قالها الحارثي ضاحكًا.
إلا أن الحارثي متفائل ومتأكد من وجود المواهب في السعودية:"نعم لدينا مواهب لكننا في حاجة ماسة إلى خلق وبناء المجتمعات التقنية وتقوية هذه الروابط"
هناك دومًا طلب على المواهب يقابله شح، وهذا شيء موجود حتى في السيليكون فالي، حتى ونحن في خضم أزمة كورونا، لازالت شركات آبل وقوقل توظف وتطلب المزيد من المهارات. هذا الشيء لن يتوقف. فكر في الأمر بعد تحسن الوضع الاقتصادي "سيكون هناك عدد كبير من الوظائف"
أين يمكنك البحث عن المواهب؟
تساعد منصات العمل مثل مستقل و خمسات على توفير أفضل المواهب العربية في مجالات البرمجة والتصميم والتسويق والكتابة وكل ما يتعلق بتعزيز نشاطك التجاري، ولطالما كانت أحد الحلول التي يلجأ إليها أصحاب الأعمال والشركات الناشئة في منطقتنا.
وساعدت هذه المواقع على دعم نمو الشركات الناشئة في منطقتنا. حيث وفرت لهم المواهب التي يحتاجونها ضمن فريق العمل. وضمنت لهم توظيف أفضل المواهب "عن بعد" من كل مكان دون اشتراط تواجدهم في نفس الدولة.
تبقى خيارات منح الأسهم من أفضل السبل لجذب المواهب التي لا تستطيع الدفع لها بحسب أسعار السوق، لكن ماذا عن مُخرجات الجامعات من هذه المواهب؟
هل بيئتنا طاردة للمواهب؟
لنعترف بأنه ليس لدينا لحد الآن العدد الكافي من الجامعات والكليات التي تقوم بتخريج في مجالات الهندسة وعلوم الحاسب بشكل بارع جدًا، وحتى إن وجدت ذلك فهم يقضون فترة قليلة في منطقتنا بعد ذلك تأتيهم عروض للعمل في مايكروسوفت أو قوقل أو فيسبوك ثم يغادرون منطقتنا. وقد لا يعودون للأبد.
صحيح أننا شهدنا بعض من (الهجرة العكسية) حيث يعود بعض الموهوبين العرب من السيليكون فالي إلى المنطقة العربية ربما إدراكهم أن المنطقة تنمو. وهناك المزيد من الفرص والأفكار التي يمكن تطبيقها هنا. لكنها ليست هجرة شائعة لحد الآن.
هناك من الشركات من يلجأ إلى برامج حكومية تحفيزية مثل برامج تدريب الخريجين الجدد التي يتم تصميمها لتلبية احتياجات سوق العمل و تقليص الفجوة ما بين هذه الاحتياجات وكفاءات الخريجين. وأثبتت نجاحها غالبًا.
كل شركة ناشئة و كل تاجر تجزئة يريد الإنتقال إلى البيع على الإنترنت يبحث عن عن أفضل المواهب التقنية في هذا المجال. أي مساهمة في سد هذا العجز في الطلب ستكون حل عظيم ورائع وداعم كبير للاقتصاد.
لكن هناك ثمة نقطة قد لا يفكر فيها أحد بشكل جديّ، هي أن أصحاب المواهب القوية يريدون العمل مع موظفين مهرة. لا أحد منهم يريد العمل في بيئة عمل مليئة بالموظفين العاديين.!
الجامعات لا تقوم بإعدادك لسوق العمل!
سألت سيف الحارثي وهو مهندس برمجيات عمل في المنطقة العربية ثم اتجه إلى السيليكون فالي وعمل مع شركات Planetscale و ESRI. يؤمن الحارثي بأن المشكلة متعددة الجوانب لكن أهم فكرة خاطئة يتم ترديدها في منطقتنا العربية هي "نحن في الجامعة نقوم بتجهيزك لسوق العمل، لنتوقف فورًا عن تريد ذلك".
ولفت الحارثي إلى نقطة مهمة في طريقة التعليم:" أسلوبنا في التعليم لا يقوم بتعليمنا طريقة حل المشاكل، وهذا هو جوهر لغات البرمجة، وهذا هو المطلوب من المبرمج. ويضيف:"من الأخطاء التي كانت تُمارس في الجامعات لدينا هي أن الشركات تفرض علينا شهاداتها، نحن هنا نقوم بتعليم الطلاب مُنتج ولا نقوم بتعليمهم منهج أو طريقة تفكير".
لذلك لا تتوقع أن تكون لدينا مُخرجات مبهره "ستكون لديك مُخرجات محدودة الفهم في هذا المُنتج فقط".
ويشرح الحارثي مشكلة صناعة بيئات ريادة الأعمال في الجامعات السعودية"لم تحصل الشركات الناشئة على أي مستثمرين حقيقيين من هذه المُسرعات، لكن كل ما في الأمر مجرد تسريع للأعمال". السوق الآن تحسن قليلًا.
مِن ثَمَ يتضح أننا لا زلنا في مرحلة البناء:"لازلنا نتعلم سوقنا المحلي مازال في بدايتة وتجربتنا لم تنضج بعد، ونحتاج للمزيد من الخبرات العربية التي خاضت تجارب في السيليكون فالي لتطعيم سوقنا وإصلاح ما يمكن إصلاحه"
خيارات التعلّم كثيرة
ماذا عن المواهب؟ "لابد أن يكون لدى كل طالب في قسم علوم الحاسب توقعه الخاص عن نفسه، ماذا يريد أن يصبح مبرمج أم مستثمر، وعليه أن يتعلّم". "أنت مسؤول على تحسين نفسك لا تلقي باللوم على أستاذ المادة أوالمناهج"وعن خيارات التعلّم المتاحة يضيف الحارثي: "لديك محتوى هائل من مواقع تعليم البرمجة أونلاين، لم تكن متوفرة للجيل الذي كنت فيه".
وتوفر أكاديمية حسوب مناهج كاملة لتعلم البرمجة، وأخذت على عاتقها تنمية مهارات الشباب العربي. وأطلقت أكثر من دورة لتعلم البرمجة باللغة العربية مستهدفة الأشخاص ممن ليس لديهم أي خبرات مسبقة مع البرمجة، لتبدأ معهم من الصفر وحتى الإحتراف، مثل دورة علوم الحاسوب، ودورة تطوير واجهات المستخدم والتي تؤهلك لتكون مطور ويب محترف.
"على الجامعات أن تُخلي مسؤوليتها من تجهيز الطلاب لسوق العمل"، ويشرح الحارثي هذه النقطة بقولة:"لدينا بعض من أساتذة الجامعات لا يعرفون أي شيء عن السوق العمل، لأنهم لم يدخلوه، قضوا حياتهم كلها في المجال الأكاديمي في مرحلة الماجستير ثم التحضير لدرجة الدكتوراة، لم يتعاملون مع أي منتج تجاري في حياتهم"
وتتضح أهمية الحافز الذاتي كما يشير الحارثي:"نتفق على أن الجامعات هدفها تقديم التعليم، وتحسين المخرجات هو هدف شخصي للطالب وهو من يتحمل هذه المسؤولية"
لدينا مثال عالمي يمكننا الاقتداء بتجربة جامعة واترلو University of Waterloo، وتعتبر أفضل جامعة في الهندسة وعلوم الحاسب في كندا. يقول الحارثي عن ريادة هذه الجامعة في علوم الحاسب:"لديها طلبة كل الشركات التقنية الكبرى تبحث عنهم"، ويشرح ذلك:"لديهم برامج مكثفة قبل التخريج مثل البرنامج المهني يخضع فيها الطالب إلى العمل مع شركة خلال أربعة فصول دراسية لمدة عامين كاملين، يكون بعدها خريجًا مع سنتين خبرة".
"على الجامعات أن تضع شروط قبول تمكنها من قبول المميزين فقط"
[caption id="attachment_8929" align="alignnone" width="1000"]
علينا أن نتعلّم الصبر!
في المنطقة العربية ليس لدينا صبر، المستثمرين ليس لديهم صبر على الاستثمارات، المطورين ليس لديهم صبر على المشاريع التي يقومون بتطويرها، لدينا حالة من الجنون في تسريع كل شيء. التسريع مطلوب لكن هناك أمور تحتاج للروّية والصبر حتى تعطي نتائج أفضل.
وعن تجربتة في وادي السيليكون يقول الحارثي:"كان أحد المستثمرين في الشركة التي أعمل بها هو أندريسن هورويتز Andreessen Horowitz، أوa16z وهو أحد أكبر المستثمرين العالميين في هذا المجال. قاموا بمساعدتنا في جلب أفضل الخبرات العالمية"، معللًا ذلك بقولة:"عندما يقومون بدعمنا بالمال ثم بأفضل الموهوبين. تساعدنا هذه المواهب القوية على النمو مما يرفع من قيمة الشركة وقيمة الأموال التي استثمروها معنا"
هذا الشيء لا يحدث في منطقتنا، هنا غالبًا يتعامل معك المستثمر بعد تقديمة للأموال كأنه"يملكك أنت"، بحسب وصف الحارثي.
صناديق الاستثمار في وادي السيليكون لا تقدم الأموال فقط، بل تخلق لك المواهب في شركتك، وتدعمك بالمواهب وتذهب إلى أبعد من ذلك وتتواصل مع الجامعات من أجل البحث عن المواهب. هل الصناديق الاستثمارية في منطقتنا تفعل نفس الشيء:"لا أعلم لكني أشك في ذلك". قالها الحارثي ضاحكًا.
إلا أن الحارثي متفائل ومتأكد من وجود المواهب في السعودية:"نعم لدينا مواهب لكننا في حاجة ماسة إلى خلق وبناء المجتمعات التقنية وتقوية هذه الروابط"
هناك دومًا طلب على المواهب يقابله شح، وهذا شيء موجود حتى في السيليكون فالي، حتى ونحن في خضم أزمة كورونا، لازالت شركات آبل وقوقل توظف وتطلب المزيد من المهارات. هذا الشيء لن يتوقف. فكر في الأمر بعد تحسن الوضع الاقتصادي "سيكون هناك عدد كبير من الوظائف"
سفر عياد
- نشرة بريدية كل خميسمدونة شخصية و نشرة بريدية ، تدور حول «التقنية، الاقتصاد الرقمي، والمحتوى»