مستقبل الانترنت: مجتمعات حوار متخصصة.

19 فبراير 2022
مرحبًا
يُقال أن التاريخ يعيد نفسة، وكذلك الإنترنت تعيد نفسها، عندما كتبت رحلة عشرين سنة في فضاء الإنترنت، ثم قبلها في تدوينة سابقة عندما استشرفت مستقبل المحتوى على الإنترنت، كنت ألمح إلى أننا سوف نُعيد تكرار الخدمات والمنتجات.
لذلك إذا كنت من جيل المنتديات، سأخبرك أنها عائدة، وفي حال لم تدرك تلك المرحلة، أعتقد أنك ستحبها أكثر من الشبكات الاجتماعية الحالية.
أحب موقع Product Hunt وهو أحد المواقع التي أبدأ فيها تصفحي اليومي للإنترنت، إلى جانب Hacker News و TechCrunch، أكثر شيء يلفت الانتباه في المشاريع والمنتجات على Product Hunt، أنها غالبًا ليست شيء ملعون وخارق للعادة، إنما تكرار لشيء سابق. أنا لست ضد إعادة إحياء وصناعة الأفكار، لكن يمكن أن تأخذ التكرار كمؤشر على أننا نُعيد أفكار من سبقونا لكن بتغيير طفيف.
في قطاع آخر وهو السينما، ستجد أن هوليوود غارقةً في إعادة صناعة الأفلام، ولعل أحد أهم الأسباب، هو ندرة أو غياب كُتّاب القصص المثيرة، لذلك يلجأ المنتجون الباحثون عن تعظيم الربح، إلى الرهان على إعادة إنتاج الأفلام الخالدة، لكنهم في الغالب لا يراهنون كثيرًا على ابتكار قصص جديدة. لنترك السينما، ونعود للتقنية، لديّ عدة تصوّرات عن المجتمعات على الإنترنت، سبق أن كتبتها في عدة تغريدات متفرقة، وأرغب في توثيقها ضمن تدوينة قصيرة.
قبل أن أشرح فكرتي؛ دعوني أُقسم مستخدمي الإنترنت إلى ثلاثة أقسام (10% المبدعون، 70% القردة، 20% المتفرجون)
- المبدعون: يندرج تحت هذا التعريف الكثير مثل أصحاب الشركات، ومنشئي المحتوى، وأصحاب المواهب والابتكارات، الذين يدعمون محتوى الإنترنت، سواءً من خلال مشاريعهم أو منتجاتهم أو خدماتهم. وهم إجمالًا الفئة التي تُساهم في بناء المنتجات أو بناء المحتوى.
- المتفرجون: هم فئة تستخدم الانترنت على "الوضع الصامت"، لو حصل زلزال في الإنترنت لن يرف لهم جفن، ليس لأنهم شجعان، لكن هناك نوعية من البشر، تحب أن تأخذ دور المشاهدة. وتترك صناعة الأحداث. تستهلك المحتوى في الوضع الصامت.
- القردة: تشبه حيوانات القردة، لأنها تتحرك في مجموعات كبيرة، تصرخ ولها صوت يمكن سماعه، يمكنها الانتقال من مكان لآخر في مجموعات بسرعة كبيرة، كما هو الحال في الانتقال وسرعة تصفح مواقع الإنترنت. هي فئة مهمة في الإنترنت، وهي المحرك الأساس للإنترنت، هي أكبر مستهلك للمحتوى، يمكن للقردة أن تخلق ثقافة معينة، ويمكنها أن تتبنى ثقافة معينة. وجودها مهم لأنها الفئة التي تشتري، ويتم بناء خطط التسويق بناءً على تصرفاتها. عادةً يأخذ المبدعون دور "علماء المختبرات"، وتكون القردة هي "فئران التجارب".
- الشبكات الاجتماعية ستكون مكان للفوضويين الفارغين، وهي بداية النهاية لها.
- سينتقل المستخدمين لمجتمعات أخرى متخصصة، يناقشون فيها أفكار مع أشخاص يشبهون أفكارهم.
- ستعود المجتمعات "المنتديات" المتخصصة، لكن بشكل وأسلوب جديد، لن تكون منتديات حوار، لكنها مجتمعات نقاش. يمكن أن تكون مجتمعات فيديو، ويمكن أن تأخذ أشكال أخرى نصّ أو صوت.
- الشبكات الاجتماعية كنموذج ربحي يعاني، الآن يتم التضييق عالميًا على نموذج تتبع بيانات المستخدمين. هذا يعني أنها فقدت مكينة تمويلها، وستبدأ في البحث عن مصادر دخل جديدة أو تخرج من السوق.
- إذا بدأت هذه المجتمعات كنموذج ناجح في أمريكا، فهي موجة سوف تصل للجميع بما فيهم نحن العرب، لذلك لنستعد للموجة.
- التاريخ يعيد نفسه، الانترنت أيضا تكرر نفسها.

سفر عياد
- نشرة بريدية كل خميسمدونة شخصية و نشرة بريدية ، تدور حول «التقنية، الاقتصاد الرقمي، والمحتوى»